شريف حمدي
وسط حالة من الهلع التي سيطرت على الأسواق المالية العالمية خلال اليومين الماضيين، إثر إفلاس بنك سيليكون فالي الأميركي وإغلاق بنكين آخرين داخل الولايات المتحدة الأميركية، منيت أسواق الخليج بخسائر كبيرة بنهاية تعاملات جلسة امس بلغت نحو 52.7 مليار دولار، وذلك وفقا لبيانات شركة «كامكو انفست».
وقد تصدر هذه الخسائر سوق الأسهم السعودي كأكبر الخاسرين بـ 33.9 مليار دولار، تلاه سوق أبوظبي بـ9.8 مليارات دولار، ثم سوق الكويت بـ 4.1 مليارات دولار، كما خسر سوق قطر 3 مليارات دولار، وبلغت خسائر سوق دبي 1.9 مليار دولار، وسوق البحرين 500 ألف دولار، فيما حقق سوق مسقط مكاسب تقدر بـ 500 ألف دولار. وفي الكويت، شهد سوق المال توسعا في عمليات البيع العشوائي خاصة من قبل الأفراد، شملت العديد من الأسهم في السوقين الأول والرئيسي، وخاصة الأسهم القيادية في مقدمتها «بيتك» و«الوطني» و«زين» و«أجيليتي».
ورغم استيعاب بورصة الكويت للتداعيات الناجمة عن أزمة البنوك الأميركية في بادئ الأمر بسبب محدودية الانكشاف لبنكين كويتيين فقط على «سليكون فالي»، إلا أن التأثير النفسي الناجم عن الانخفاضات الحادة في الأسواق العالمية وتراجع مؤشراتها بشكل كبير في جلسة تعاملات امس، كان وراء الانخفاضات الحادة لمؤشرات سوق الأسهم الكويتي الذي اقتفى أثر حالة الهلع السائدة بين أوساط المتعاملين بالبورصات العالمية.
وعزز من جنوح بورصة الكويت للانخفاض امس قبل بدء الجلسة، تراجع أسعار النفط بالسوق العالمي لأقل من 80 دولارا للبرميل لأول مرة منذ بداية فبراير الماضي جراء أزمة البنوك الأميركية.
وجاءت التراجعات الحادة للأسواق امس، رغم تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي أكد فيها ان النظام المصرفي الأميركي آمن، وأنه وجه بالتحرك سريعا لاحتواء تداعيات انهيار بنك «سيليكون فالي»، وأن المودعين بإمكانهم الوصول إلى أموالهم دون عوائق، فضلا عن تأكيد الاحتياطي الفيدرالي وشركة التأمين على الودائع الفيدرالية على حماية كامل قيمة الودائع في مصرفي «سيليكون فالي» وبنك «سيغنتشر».
وعلى مستوى أداء بورصة الكويت امس، فقد خسرت اكثر من 1.2 مليار دينار ما يعادل 4.1 مليارات دولار، جراء التوسع في عمليات البيع بنسبة 2.7%، ليتراجع اجمالي القيمة السوقية إلى 44.978 مليار دينار انخفاضا من 46.225 مليارا أول من امس.
وارتفعت السيولة المتدفقة للسوق بنسبة 135% بزيادة قدرها 48.5 مليون دينار، إذ بلغت 84.3 مليون دينار ارتفاعا من 35.8 مليون دينار أول من امس، وكان لافتا استحواذ «بيتك» على 39.4 مليون دينار تشكل 46.7% من الإجمالي.
وكذلك ارتفعت احجام التداول بنسبة 100% بكميات 117 مليون دينار وهي ضعف كميات الأسهم المتداولة اول من امس، تصدرها سهم بيتك بتداول 46.8 مليون سهم.
وتراجعت المؤشرات الوزنية لـ 11 قطاعا امس، تصدرها البنوك بـ 3%، كما تراجعت اسعار 93 سهما مقابل ارتفاع اسعار 12 سهما، واستقرار 12 سهما مثلها، فيما لم يجر التداول على 36 سهما.
وأنهت مؤشرات البورصة الكويتية تعاملاتها على انخفاض المؤشر الأول بنسبة 2.88% بخسارته 231 نقطة ليصل إلى 7827 نقطة، كما تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.88% بخسارته 102.8 نقطة ليصل إلى 5366 نقطة، وتراجع المؤشر العام بنسبة 2.7% بخسارته 194.6 نقطة ليصل إلى 7023 نقطة.