محمود عيسى
استعرضت مجلة ميد الكيفية التي يمكن من خلالها أن تستفيد دول الشرق الأوسط من التكنولوجيا لتحسين أداء قطاع الإنشاءات والارتقاء بعملية إنجاز وتسليم المشاريع وفق الجداول الزمنية الموضوعة.
وقالت إنه في حين واجهت صناعة البناء في دول مجلس التعاون الخليجي بعض التحديات الرئيسية في السنوات الأخيرة، إلا أن الحالة المزاجية للقطاع بوجه عام آخذة في التغير، وفقا لمجلة ميد بروجكتس التي تتتبع نشاط المشروعات الإقليمية، مشيرة الى أن هناك ما يقل قليلا عن 2.1 تريليون دولار من المشاريع المخطط لها وغير الممنوحة في منطقة الخليج.
وتتيح منصات الإنشاء الرقمية رؤية أكبر للمشروعات، وبالتالي فإنها تساعد على تقليل إعادة العمل وتحسين الأداء والقدرة على التنبؤ وزيادة المساءلة وتحمل المسؤولية، وتعمل منصات تكنولوجيا البناء على تغيير تسليم المشاريع على مستوى العالم، ولكن على الرغم من ذلك، فقد ساد التمنع والتردد حتى الآن على سلوك دول الخليج عندما يتعلق الأمر بالانضواء تحت لواء الثورة الرقمية.
وقالت المجلة إن مجموعة من العوامل منها التركيز على تسليم المشاريع بأقل تكلفة ممكنة، جنبا إلى جنب مع المواعيد النهائية التي يصعب الالتزام بها، والتصميمات غير المكتملة، والظروف الصعبة في الموقع ونقص الموظفين المدربين رقميا، أدت الى إعاقة وتثبيط الجهود الرامية لاستيعاب التكنولوجيا الرقمية.
ولكن المجلة أشارت الى أن هذا الوضع يمر بمرحلة تغيير، إذ بات أصحاب المصلحة في صناعة الإنشاءات والمعنيون يدركون فوائد تطبيق التقنيات المتقدمة في نشاطاتهم.
وفي هذا السياق، اظهر استطلاع رأي شمل صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2022 أجرته مجلة ميد بالتعاون مع شركة غلوبل داتا المتخصصة بالأبحاث، ان ثمة نظرة إيجابية للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع البناء. وأشار نحو 20% من المشاركين إلى ارتفاع بأكثر من 6% في ميزانيات دوائر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى مؤسساتهم لعام 2022 مقارنة بعام 2021، ما يؤكد استعداد الصناعة لتبني تقنية بناء أكثر ذكاء.
ولا يعتبر هذا التغيير مفاجئا نظرا للتفهم المتزايد للفرص التي توفرها تكنولوجيا المنصات الرقمية، لاسيما في مضمار اكتشاف ومنع وتوقع وتحسين وسائل تسليم المشروعات – وكلها عوامل أساسية في تلبية احتياجات الإنشاءات الكبيرة والمعقدة بشكل متزايد التي تحدث في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومع ذلك، فإن الفوائد التي توفرها هذه التقنية لا تقف عند مجرد إدارة المشروع، حيث إنها لا تتيح تنفيذ مهام متعددة في مكان واحد فحسب، بل إنها تستخدم أيضا البيانات التي تتم تغذيتها مباشرة من موقع البناء ومن خلال مجموعات عمل او فرق موزعة على أماكن عدة.