محمد الصقر: 90 مليون لاجئ ونازح بالعالم.. نصفهم دون الـ 18 عاماً

استضافت غرفة تجارة وصناعة الكويت أمس، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حلقة نقاشية بعنوان «لكي لا يضيع جيل» في مقر الغرفة، بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة محمد الصقر وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، والمسؤول الإقليمي لشراكات القطاع الخاص في المفوضية نادر النقيب، وممثلين عن الجهات الحكومية والأهلية.

وافتتحت الحلقة النقاشية بكلمة لرئيس مجلس إدارة الغرفة محمد الصقر، عبر فيها عن اعتزاز الغرفة وشكرها لاختيارها مضيفة لهذه الحلقة النقاشية، التي تعقد تحت عنوان «لكي لا يضيع جيل»، وهو اختيار يكرس الشراكة الاستراتيجية بين المفوضية والقطاع الخاص بالكويت بهدف التخفيف من معاناة المهجرين والنازحين قسرا، خاصة من خلال توفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية وحرية التنقل.

وأضاف أن الاختيار يعبر عن تقدير المفوضية للدور المميز الذي قامت به الكويت حكما وحكومة وشعبا في تنظيم المؤتمرات والحملات الإنسانية الدولية للمساهمة في تمويل أنشطة المفوضية على المستوى العالمي وعلى الصعيدين العربي والإقليمي.

وقال الصقر: «إذا كان لا يفتى ومالك في المدينة، فإنه لا يجوز لي أن أتحدث عن قضية اللاجئين والنازحين في حضور المفوضية السامية، غير أن طقوس مثل هذه اللقاءات تفرض علي أن أعرض ما يمكن أن يشكل الملامح الرئيسية للمشهد العام لهذه القضية التي يحتفي العالم بها تحت مسمى اليوم العالمي للاجئين في العشرين من يونيو الجاري.

ونعني باللاجئ في حلقتنا هذه (كل شخص اضطر للتواجد خارج وطنه بسبب خوف مبرر من تعرض حياته للخطر، أو تعرضه للاضطهاد، بسبب العرق أو الدين أو الانتماء الاجتماعي أو الموقف السياسي، وهو نتيجة هذا الخوف المبرر لا يريد أو لا يستطيع أن يستظل بحماية بلده).

أما النازح «فهو الذي يفرض عليه هذا الخوف أو الكوارث الطبيعية أن ينزح من منطقة إقامته الى منطقة أخرى داخل بلده».

وأضاف: «يقدر عدد هؤلاء (اللاجئين والنازحين) في نهاية 2021 بتسعين مليون شخص، منهم 54 مليون نازح، وأكثر من 32 مليون لاجئ، منهم قرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني تتابع شؤونهم الأونروا (UNRWA)، وحوالي 27 مليونا تتابع شؤونهم المفوضية السامية.

واللافت للنظر في هذا المشهد أن أكثر من نصف عدد اللاجئين يقل عمرهم عن ثمانية عشر عاما، وأن أكثر من ثلاثة أرباعهم يعيشون في دول مجاورة لبلادهم.

أما ما يزيد المأساة عمقا فهو أن حوالي 80% من هؤلاء اللاجئين تستضيفهم بلدان فقيرة أو متوسطة الدخل.

كما أن أكثر من 75% منهم قد جاؤوا من ست دول فقط.

وتشير الاحصاءات – أيضا – الى أنه بين نهاية 2021 ومطلع 2023 زاد عدد اللاجئين والنازحين قسرا حوالي 14 مليونا، ليصل إجمالي العدد الى 104 ملايين.

وهذه أكبر زيادة سنوية سجلها تاريخ اللجوء.

وتؤكد كل الأحداث والتطورات أن هذا العدد في ازدياد متواصل ولسنوات عديدة قادمة على الأقل».

وأكد أن من الصعب لمواطن كويتي عربي مسلم أن يتحدث عن قضية اللاجئين وأوضاعهم المأساوية دون أن يتحدث بألم وقلق عما وراء هذا المشهد الذي أصبح العرب بالذات أحد مكوناته الرئيسية.

وحول أسباب اللجوء والنزوح، عرض الصقر 3 حقائق، هي:

1- منذ ما قبل الميلاد حتى اليوم.

كان «الظلم» بصوره وتجلياته المختلفة هو السبب الأول والأهم وراء التهجير واللجوء والنزوح.

فالمسلمون لم يغادروا مكة لكفر أهلها بل لظلمهم.

ولم تلجأ مجموعة من الصحابة الى الحبشة لإيمان ملكها بل لعدالته.

وفي العصر الحديث، ورغم كل المواثيق الدولية والدساتير والتشريعات التي تكرس حقوق الانسان.

نجد أن الظلم مازال وراء نكبات التهجير واللجوء.

وما يدعو للاستغراب والأسف فعلا أن الدول الكبرى بالذات تلتزم مبادئ الحرية والعدالة إذا اقتضت مصلحتها ذلك، وتتنكر لها لتقف مع الظلم والظالمين إذا اقتضت مصلحتها ذلك! وأن معظم صور ومشاهد التهجير واللجوء التي نتابعها كل يوم هي من ظلم الدول الكبرى ذاتها، أو من حصاد نصرتها للأنظمة الظالمة في الدول الأخرى.

2- لا تحدثنا كتب التاريخ عن شعب تعرض بكامله لظلم العالم كله كالشعب الفلسطيني، وهو ظلم بلغ من القسوة والعنف والتمادي حدا جعل الشرق الأوسط كله يعيش طوال خمسة وسبعين عاما على فوهة بركان دائم، فالضحية أصبحت إرهابية، والغاصب أصبح مدافعا، والذئب أصبح راعيا.

ولعلي لا أذهب بعيدا إذا قلت ان كل موجات اللجوء التي تعبر عباب المتوسط في أيامنا هذه هي من تبعات وتداعيات الظلم المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

3- إن أحدا لا ينكر أن مشكلة التهجير واللجوء من أصعب المشاكل التي عرفها التاريخ وأعقدها. وفي الوقت نفسه، يعرف كل سياسي ومفكر، كما تعرف كل الدول، أنه ليس بالانفعال الغاضب، ولا بالتوجه العنصري، ولا بالحقد والحقد المضاد، ولا بالاستعلاء والإقصاء يمكن معالجة هذه المشكلة، بل إن حلولا كهذه من شأنها أن تدفع بالمشكلة وبالعالم كله الى متاهات أكثر خطورة.

وأوضح الصقر في ختام كلمته أن المخرج الوحيد من هذه المأساة الإنسانية التي يزداد حجمها يوما بعد يوم هو أن يتعاون المجتمع الدولي ويضاعف جهوده، ويتقاسم المسؤولية في إيجاد حلول عادلة ونهائية لكي لا تضيع أجيال كثيرة.

من جانبه، توجه نادر النقيب بالشكر لغرفة التجارة والصناعة على تنظيمها هذه الفعالية، لافتا إلى أن هناك نحو 182 مليون نازح ولاجئ حول العالم لدى المفوضية، معربا عن أسفه لأن هناك أجيالا تخلق وأخرى تندثر وهي مازالت في أمكنة اللجوء.

وحول دعم القطاع الخاص الكويتي للاجئين، ذكر النقيب أن الكويت ساهمت عبر القطاع الخاص في إغاثة 500 ألف لاجئ من الروهينغا في بنغلاديش، وذلك من أصل مليون لاجئ.

وخلال الحلقة النقاشية قدمت ممثلة المفوضية في لبنان عبر الاتصال المرئي عرضا حول أعمال المفوضية والخدمات التي تقدمها للنازحين واللاجئين السوريين الموجودين حاليا في لبنان.

كما تحدثت ممثلة المفوضية في السودان عبر الاتصال المرئي أيضا، عن واقع النازحين واللاجئين في السودان في ظل أوضاع الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد حاليا.

المصدر

Exit mobile version