يعتبر الأسبوع الجاري هو الذكرى الخامسة عشرة لإطلاق عملة البيتكوين المشفرة، والتي ارتفعت بأكثر من 3 مليارات في المائة (أو نحو 3.449.989.839% بالتحديد)، ما يعني أن من احتفظوا بها منذ ذلك الحين، كانوا محظوظين للغاية.
عرفت العملة المشفرة الأوسع شهرة مع طرح ما يعرف بالورقة البيضاء للبيتكوين، والتي نشرها مطور باسم مستعار «ساتوشي ناكاموتو» في 31 أكتوبر عام 2008.
وبالطبع، كان القليل من الناس يتوقعون أنها سوف تستمر لتصبح جوهر صناعة العملات المشفرة التي يبلغ حجمها الآن 1.3 تريليون دولار.
واليوم، تبلغ قيمة سوق عملة البيتكوين أكثر من 670 مليار دولار، ولاتزال العملة المشفرة الأكثر شعبية وتداولا على نطاق واسع – من بين مجال يعج بالمنافسين مثل الإيثريوم وبدائل البيتكوين مثل «سولانا».
وأطلق المطورون شبكة البيتكوين في يناير عام 2009، فيما كانت أول معاملة في أكتوبر من العام نفسه، عندما أرسل شخص ما 5050 وحدة بيتكوين إلى أحد المواقع ليحصل على 5.02 دولارات في المقابل.
ووفقا لهذا السعر الأولي الذي يبلغ نحو 10 سنتات، فإن العملة المشفرة ارتفعت منذ ذلك الحين بأكثر من 3.4 مليارات%، وهذا بالمقارنة بزيادة بنسبة 300% تقريبا قبل توزيعات الأرباح لمؤشر «إس آند بي 500» منذ أكتوبر 2009.
وبالنظر إلى السعر الأخير للبيتكوين البالغ 34290 دولارا، فإن قيمة الاستثمار الأولي البالغة 5 دولارات، كانت تبلغ الآن ما يزيد قليلا على 173 مليون دولار.
من جهة أخرى، يتوقع محللون شركة «برنشتاين» في تقرير ارتفاع سعر البيتكوين بأكثر من 300% إلى 150 ألف دولار بحلول عام 2025 مع بدء أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية دورة جديدة، وأوضحت الشركة أن البيتكوين على وشك أن تشهد تحركات كبيرة محتملة في الصناعة بما في ذلك الموافقة على أول صندوق استثمار متداول للعملة المشفرة.
وتوقع «غوتام تشوغاني» المحلل لدى شركة الأبحاث موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على إطلاق صندوق للبيتكوين متداول في البورصة بحلول الربع الأول من العام المقبل.
وارتفعت البيتكوين في الأسبوع الماضي إلى 35 ألف دولار وهو المستوى الأعلى لها منذ مايو 2022، مع استمرار تفاؤل المستثمرين بالحصول على الضوء الأخضر للصناديق المتداولة بحلول نهاية العام.
هذا، ويساهم صعود بيتكوين إلى 35 ألف دولار في استعادة سمعتها في عالم الاستثمار، بعد ان تجاوز ارتفاع أكبر عملة مشفرة في العالم الضعف مقارنة بسعرها بعد الانهيار المدوي الذي منيت به العام الماضي، وهو تطور كبير في وقت انخفضت الأسهم وارتفعت عائدات السندات.
وفي ظل نية «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» مواصلة رفع أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية التي تهدد الاستقرار المالي، يرى بعض المستشارين أن إضافة بيتكوين إلى المحافظ الاستثمارية يمكن أن يكون وسيلة جيدة للتنويع.
ويعد هذا التطور بمنزلة تغيير كبير عن نوفمبر الماضي، عندما أدى إفلاس FTX ـ الذي أثار اتهامات بالاحتيال قادت مؤسسها سام بانكمان-فريد إلى المحاكمة ـ ما دفع بالعملات المشفرة إلى الدوامة، مع تداول «بيتكوين» دون مستوى 16 ألف دولار. وعلى الرغم من أنه لايزال العديد من مستشاري الثروات يحذرون من الاستثمار في العملة المشفرة، كونها عرضة للتقلبات، يجادل آخرون بأن تخصيصا محدودا يمكن أن يساعد في توزيع المخاطر بمحفظة استثماراتك.
أما رايان فيرث، المخطط المالي في «ميرسر ستريت» بمدينة بيلير بولاية تكساس، فيرى أن جاذبية بيتكوين تتمثل في عدم ارتباطها بالأسهم والسندات، على الأقل في الأشهر الأخيرة. ارتفعت العملة المشفرة منذ بداية سبتمبر بنسبة 34%، في حين انخفض مؤشرا «إس آند بي 500» و«ناسداك 100» بنحو 8%.
قال فيرث إن عودة ظهور بيتكوين كوسيلة تحوط محتملة ضد التضخم ـ بسبب طبيعتها الثابتة واللامركزية ـ أمر جدير بالاهتمام أيضا. على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لايزال متوسط أسعار المستهلكين آخذا في الارتفاع.
يمكن أن يشجع تتبع صندوق بيتكوين المحتمل للتداول في البورصة الأشخاص العاديين على إضافة التشفير إلى محافظهم أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أن الصناعة تحاول على مدار سنوات إطلاق مثل هذا المنتج، فقد تعرضت لمواجهات مع الجهات التنظيمية مرارا وتكرارا، والتي يساورها القلق بسبب الطابع المتقلب الذي يميز التشفير وإمكانية التلاعب في هذه الصناعة.
يقول مايك كيلي، وهو مؤسس شركة «كيلي فايننشال بلانينغ» في سينسيناتي إن إطلاق صندوق متداول في البورصة سيكون أفضل طريقة للشخص العادي للاستثمار في بيتكوين، كما يوصي بإبقاء المخصصات أقل من 5%.
وأضاف: «إنها التوصية نفسها بالنسبة إلى السهم الواحد. أنت تسعى للحفاظ على التنويع في المحفظة، وألا تسمح لمركز استثماري واحد بأن يهوي بمحفظتك».
على صعيد آخر، لايزال آخرون في عالم الاستشارات المالية ينظرون إلى بيتكوين على أنها رهان محفوف بالمخاطر، وهي أقرب إلى المضاربة من كونها استثمارا طويل الأجل.