رباب الجوهري
أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات عمر العمر أهمية توحيد الجهود الخليجية للحد من المخاطر السيبرانية التي تهدد اقتصادات الدول والأمن الوطني وتوفير الحماية اللازمة للبيانات والمعلومات الخاصة بها عبر وضع استراتيجيات وطنية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العمر نيابة عن نائــب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمـــار د.سعد البراك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الخليجي الرابع لتحديات الأمن السيبراني الذي تستضيفه الكويت وتستمر فعالياته حتى اليوم (الثلاثاء).
وقال العمر إن الهجمات السيبرانية لم تعد تقتصر على الأفراد والمؤسسات وإنما تتعدى ذلك لتهدد أمن الدولة وسلامة مرافقها واقتصادها، مشيرا إلى ضرورة تسخير كل القدرات التكنولوجية وتأهيل الموارد البشرية وتحسين القدرة على التعامل مع قضايا الأمن السيبراني للحد من المخاطر السيبرانية.
وأضاف أن المعطيات التقنية المتطورة وتسارع وتيرتها وزيادة مخـاطر الهجمـــات والاختراقـــات الالكترونية تنذر بأن «حاجتنا باتت ملحة للتعامل مع المخاطر بكل جدية للتوصل إلى الحلول وتطوير القدرات وإعداد الخطط الوقائية للتصدي لها».
وأوضح أن تطوير القدرات يتطلب أهمية وجود سياسات واضحة لصد الهجمات الإلكترونية المتزايدة، خاصة أن أمن المعلومات يؤثر على القطاعات العامة والخاصة، وكل المؤسسات العاملة في أي دولة. وبين أنه نتيجة للتقدم التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصالات والمعلومات ونتيجة للتطور العلمي في الهجمات السيبرانية ونقل البيانات والمعلومات عبر شبكة الإنترنت تزايدت معها وبشكل كبير عمليات الاستخدام الجماعي والفردي للشبكات مما أدى إلى تزايد الاختراقات والهجمات الإلكترونية والتي تسعى إلى تدمير بيئتنا المعلوماتية.
وأشار إلى أهمية تسليط الضوء على أحدث الأبحاث والتقنيات المتطورة في مجال الأمن السيبراني في الوقت الراهن، وهو ما يهدف إليه هذا المؤتمر عبر تسليط الضوء على الوضع الراهن ومستقبل الأمن السيبراني محليا وخليجيا ودوليا.
وأفاد العمر بأن المؤتمر يستهدف مناقشة أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجال الأمن السيبراني وتأثير الهجمات الإلكترونية على القطاعات والصناعات المختلفة وكيفية مجابهتها وبناء استراتيجيات مرنة للأمن السيبراني لتأمين البنية التحتية المعلوماتية بشكل متكامل. وأعرب عن الأمل في أن يثمر هذا المؤتمر الفائدة المرجوة منه بإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه الكويت ودول مجلس التعاون في مجال الأمن السيبراني، وأن تعود محاضراته التي يقدمها نخبة من أهل العلم والخبراء المحليين والعالمين بالنفع.
ويشارك في المؤتمر أبرز رؤساء ومسؤولي الأمن السيبراني وغيرهم من الخبراء المتخصصين الرئيسيين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة بهدف تبادل معلوماتهم وآرائهم حول أحدث الابتكارات والمستجدات في مجالي الأمن السيبراني وحماية البيانات.
بناء تحالفات تكنولوجية
من جانبه، أكد رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن متقاعد محمد بوعركي، على أهمية تعزيز التعاون وبناء التحالفات في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف بوعركي أن العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة قاطرتها الاتصال والتكنولوجيا الرقمية، موضحا أن الأمن السيبراني الفاعل أكثر أهمية أمام هذا القدر الكبير من المخاطر التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن التكنولوجيا أصبحت وحدها ليست كافية لمكافحة هذه التهديدات المتزايدة.
وذكر أن التكنولوجيا تتطلب عقد شراكات مستمرة بين الحكومات والشركات على صعيد مختلف القطاعات، وهذا هو الهدف الرئيسي من إقامة المؤتمر لنشهد تكاتف الجهات الكويتية والخليجية في سبيل التعاون الرقمي.
ولفت الى أن هذا المؤتمر يشكل منبرا لقادة الفكر والخبراء في المنطقة لتبادل معلوماتهــــم وخبراتهــم بشأن الفرص والتحديات المستجدة المتعلقة بالأمن السيبراني، مشيرا إلى أن المؤتمر يتضمن مناقشات ثرية وجلسات رئيسية حول موضوعات متنوعة مثل الجرائم السيبرانية إلى جانب مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني. وأفاد بأن المؤتمر ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي للكويت ودول الخليج والتي تهدف لمضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وقال إن المؤتمر يستهدف توظيف ودمج التقنيات الرقمية في الاستراتيجيات الحكومية الشاملة.
من جهته، قال رئيس الأمن السيبراني في شركة (هواوي – شمال الخليح) كمال زين في كلمة مماثلة إن تحول الكويت الرقمي لم يعد مجرد رؤية بل أصبح واقعا، إذ أدركت الحكومة والقطاع الخاص إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها الحاسم في إعادة تشكيل المجتمع والاقتصاد.
وأشار زيــــن إلى أن الحكومة والقطاع الخاص اعتمدا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كمحرك رئيسي لنمو والتطوير الكويت، مبينا أن «هواوي» أدركت أهمية الأمن السيبراني وخصوصية البيانات في العصر الرقمي ومنحته أولوية قصوى في استراتيجيتها التجارية وبناء الثقة الضرورية للأفراد والشركات والجهات الحكومية.
وذكر أن عالم التهديدات السيبرانية يتطور باستمرار، مؤكدا أهمية الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص بهدف بناء بيئة رقمية آمنة وقوية يمكن العمل بها لتحديد أفضل الممارسات ومشاركة المعرفة وتعزيز الابتكار للحفاظ على أصول الكويت الرقمية ومعلوماتها بعيدا عـــن التهديــــدات السيبرانية.