محمود عيسى
تناولت شركة انسايدر مونكي في تحليل حديث كميات النفط المتبقية في الشرق الأوسط لاسيما ان اسم هذه المنطقة ظل مرادفا للثروة النفطية في ضوء الدور المهم والمستمر الذي ظلت المنطقة تلعبه باعتبارها موردا عالميا رئيسيا لهذا المصدر الحيوي للطاقة، وقالت انه لم يتبق من النفط ما يكفي لعقود طويلة.
ومع ذلك، ونتيجة استمرار تزايد المخاوف بشأن احتياطيات النفط المحدودة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، بات من الأهمية بمكان فهم الوضع الحالي لاحتياطيات النفط في الشرق الأوسط، حيث قالت الشركة ان تقريرها يهدف استكشاف الكمية المقدرة للنفط المتبقي في المنطقة، والعوامل التي تؤثر على الاحتياطيات، والآثار المترتبة على ديناميكيات الطاقة العالمية.
وقد أدى اكتشاف احتياطيات النفط الهائلة في الشرق الأوسط خلال القرن العشرين إلى تحويل المنطقة لقوة عالمية للطاقة، حيث تمتلك دول مثل السعودية والعراق وإيران والكويت والإمارات حصصا كبيرة من احتياطيات النفط العالمية، فيما لعبت هذه الاحتياطيات دورا محوريا في تشكيل الديناميكيات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة. ويعتبر تقدير الكمية الدقيقة لاحتياطيات النفط بالشرق الأوسط من المهام المعقدة، إذ تصدر المؤسسات والوكالات المختلفة، بما فيها شركات النفط الوطنية والعالمية العملاقة، تقديرات تستند إلى المسوحات الجيولوجية وبيانات الإنتاج، حيث تقول أحدث التقييمات أن منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على نسبة كبيرة من احتياطيات النفط المؤكدة بالعالم تبلغ نحو 48% من الإجمالي. وتبرز في منطقة الشرق الأوسط عدة دول كمنتجة رئيسية للنفط تتصدرها المملكة العربية السعودية، باحتياطياتها الهائلة وقدرتها الإنتاجية الكبيرة، والتي ينظر إليها باعتبارها العمود الفقري لأسواق النفط العالمية، ومن الدول البارزة الأخرى المنتجة للنفط في المنطقة العراق وإيران والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وتلعب جهود الاستكشاف الجارية في الشرق الأوسط دورا حاسما في اكتشاف احتياطيات نفطية جديدة، كما تتيح التقنيات المتقدمة كالتصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد والحفر الأفقي، تقييمات أكثر دقة للتكوينات والمكامن النفطية وتقنيات الاستخراج، وتبقى هذه التطورات مساهما وشريكا رئيسيا في تحديد مكامن النفط غير المكتشفة سابقا.
وعلى صعيد متصل، قالت الشركة ان من شأن الاستقرار السياسي او المخاوف الأمنية في الشرق الأوسط أن يؤثرا على الاحتياطيات النفطية، كما قد تؤدي الصراعات والعقوبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية لإعاقة أنشطة الاستكشاف وتعطيل الإنتاج في مناطق معينة. وهكذا فان مثل هذه التحديات لديها القدرة على الحد من الوصول إلى احتياطيات النفط وتطويرها في المناطق المتضررة من هذه التطورات. وختمت الشركة تقريرها بالقول ان تعاظم انتشار الوعي البيئي المتزايد على مستوى العالم، وما نشهده من تسارع الجهود نحو التحول العالمي لتبني مصادر الطاقة المتجددة يعتبران من العوامل التي تطرح تحديات طويلة الأجل امام صناعة النفط، ومن ضمنها الصناعة النفطية في الشرق الأوسط.