خصت الخبيرة المالية الإنجليزية د.أوناه ماكدونالد مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات بعرض لكتابها الجديد بعنوان العملات المشفرة: المال والثقة والتنظيم، والذي صدر مؤخرا، لتجيب عن كثير من الأسئلة الصعبة المتعلقة بهذا الموضوع، في لحظة أصبح كثير من الاقتصاديين والماليين في مختلف المؤسسات مشغولين بهذا الموضوع وتأثيراته المستقبلية على المال والاقتصاد والاستثمار وحتى عالم الجريمة والإرهاب.
الجميع سمع عن البيتكوين، لكن الكثيرين يعترفون سرا بأنهم لا يفهمون كل ما يدور حولها، وآخرين يشعرون بالثقة بأنهم ليسوا فقط يفهمون هذا العالم المشفر الجديد، بل إنهم ينوون الاستثمار أو الاستمرار في الاستثمار بآمال عالية في عدم تفويت فرصة لكسب أموال حقيقية بسرعة.
إنهم يتابعون المؤثرين أو المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي ويضعون الكثير من أموالهم العسيرة في أي عملات مشفرة يتم توصيتها بها. وبالطبع، فهم لا يدركون أن المؤثرين والمشاهير يتقاضون أجرا للإعلان عن عملة مشفرة معينة.
ومن البيتكوين إلى ديم فيسبوك، يوثق الكتاب الارتفاع المذهل للعملات المشفرة على مدى العقد الماضي، بدءا من شرح مفصل للطريقة التي يتم فيها استخدام تكنولوجيا البلوكشين الجديدة لإنشاء العملات المشفرة وإجراء المدفوعات دون تدخل طرف ثالث مثل البنوك. يتم تسليط الضوء بشكل كبير على الطرق التي يستفيد بها المجرمون وآخرون من الشبه التجهم للعملات المشفرة والسهولة التي يمكن بها اختراق العملات المشفرة بحيث يفقد حملة هذه الأصول كل استثماراتهم.
ويفحص الكتاب أسباب تأخر الجهات التنظيمية الرائدة في التعامل مع التحديات والتهديدات التي تواجه العملات القانونية القائمة وقدرتها على تغيير طريقة عمل النظام المالي العالمي. وفي ذلك، يؤكد الكتاب أهمية الثقة بالنسبة للعملة القانونية، وبالفعل للعملة لتستوفي معايير المال كوسيلة للتبادل، ومتجر للقيمة ووحدة حساب. السرعة والكفاءة مهمة لتعتبر عملة ما وسيلة للتبادل، ولكن الثقة أمر ضروري لتعتبر العملة مالا.