الذكاء الاصطناعي لا يقضي على الوظائف بل يغيرها

توقع خبراء أن يتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة كبيرة إلى منظومات ذكاء عالمية أشمل وأوسع، بحيث سيكون قادرا خلال 18 إلى 20 شهرا من الآن على حجز رحلات الطيران وإنجاز التقارير، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان، وأنه لا يقضي على الوظائف بل يغيرها.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي» بعنوان «من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الذكاء الاصطناعي العام.. تطور طبيعي أم خيال علمي؟» ضمت ستيفن أندرسون، شريك أول «بي دبليو سي»، وعلي حسيني الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي «بي دبليو سي»، في فعاليات اليوم الأول للملتقى الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل بحضور أكثر من 1800 مشارك من المسؤولين والخبراء وصناع القرار في قطاعات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.

وقال ستيفن أندرسون، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم سيتطور بسرعة لينتقل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام الذي ستكون تطبيقاته واستخداماته أوسع وأكثر شمولا على مستوى المجتمعات والحكومات والدول.

وعن التخوف من استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر، قال: هذا لن يحدث، فالبشر ومن خلال الذكاء الاصطناعي هم الذين سيحلون محل أقرانهم ممن لا يتبنون هذه التقنية، وإذا كنا نستخدم هذه الأدوات، فنحن متميزون في السوق. وعليه سيتم تشغيل الكفاءات المؤهلة في الوظائف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولكنها ستكون مجرد وظائف مختلفة.

وأشار الشريك الأول لدى شركة «بي دبليو سي» إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات التي تواجه العالم على صعيد تحقيق الاستدامة.

بدوره، أكد علي حسيني، أن حداثة بيانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقات حديثة مثل تطبيق «تشات جي بي تي» مهمة للغاية، مؤكدا أهمية تخيل وتصميم وبناء منتجات رقمية مستقبلية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأوضح أننا الآن في مرحلة يمكن فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الرقمي لتقييم أداء الأسواق، والأسعار ومسارات المنافسة، وأتمتة العمليات الفردية التي كانت عادة ما تستغرق أسابيع.

وأضاف: يمكن حاليا إنشاء عروض جاذبة للتمويلات والمستثمرين من خلال الذكاء الاصطناعي، بالاستفادة من قدرة الآلات على التخاطب مع بعضها باستخدام تعلم الآلة للحصول على نتائج أفضل بكثير. ويمكننا أن نختار أن نكون مصمم غرافيك، أو نعمل في استراتيجيات التسويق، وأن نختصر الوقت والجهد في المهام اليومية، وتشكل هذه نقطة البداية، وقريبا سنكون قادرين على التحدث إلى الآلات والأجهزة.

وأوضح أن القدرة على تنفيذ المهام، وإرسال الرسائل النصية، وحجز الرحلات الجوية، وإنشاء التقارير وقيادة الأعمال سيكون لهم التأثير الكبير، وسيحصل هذا هنا في غضون 18 إلى 20 شهرا بدلا من السنوات المقبلة. عندما يتم بناء النماذج الكاملة سنرى أنها مستقلة.

وتابع: سنرى التأثير على الشركات، حيث يتساءل العملاء عما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي لصالح أعمالنا، ومعظم حالات الاستخدام البسيطة هي اعتماد الذكاء الاصطناعي اليوم. يرغب العملاء في الاستثمار في التدريب والتمكين، ثم ينتقل الأمر إلى تنفيذ جزء واحد من عملية الأعمال تلقائيا والذي يستغرق 18-20 شهرا. لكننا من الصعب أن نقول ما سيحدث في 4 سنوات.

وأكد ضرورة اعتماد الشفافية في الأعمال التجارية عند استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأن أدوات التكنولوجيا لديها قيود، مشيرا إلى أهمية وضع إطار عمل والتعلم لنصبح أكثر إنتاجية.

المصدر

Exit mobile version