أجود من الريح

كان كرم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجارى ولا يبارى، فقد جعل الله خُمس الغنائم إليه، وكانت حصته صلى الله عليه وسلم من هذا الخُمس الخُمس، وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة، ولو أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع مالا لكان أكثر الخلق مالا، إن خمس غنائم حُنين كانت ثمانية آلاف من الغنم وأربعة آلاف وثمانمائة من الإبل، وثمانية آلاف أوقية من الفضة، وألفا ومائتين من السبي.

وهذا الخُمس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه خمسه لا يشاركه فيه أحد، فكم نتصور غنى الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا كان هذا هو نصيبه من غزوة واحدة؟ وهل يصدق أن هذا النبي العظيم كان ينام على الحصير حتى تؤثر الحصير في جنبه، وكان يجوع الأيام فلا يجد ما يأكله، وأنه مات ودرعه مرهونة عند يهودي، إذا عرفت هذا أدركت أي كرم كان عنده وأي نفس طاهرة هذه النفس وان غير النبوة لا تجود بهذا الجود. أخرج الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقى جبريل عليه السلام. وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».

المصدر

Exit mobile version